سمو الأمير المفدى يلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، خطاباً في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك، تناول فيه أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مسلطاً الضوء على جهود الوساطة القطرية في تسوية النزاعات في العالم.
استهل صاحب السمو خطابه بتسليط الضوء على الحرب على غزة، قائلاً: «إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم من عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعة والأكثر انتهاكاً للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.»
وأضاف سموه: «ثمة من يغريه احتمال تهميش هذه القضية والاستراحة من همها أو زوالها من دون حلها. لكن قضية فلسطين عصيّة على التهميش، لأنها قضية سكان أصليين على أرضهم يتعرضون لاحتلال استيطاني إحلالي.»
وفي هذا الصدد، تطرق صاحب السمو لجهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر والعمل الإنساني الذي تقدمه، قائلاً: «الوساطة والعمل الإنساني هما خيارنا السياسي الاستراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي، وواجبنا الإنساني قبل السياسي، ولا نمنن به أحداً.»
وفي سياق متصل، أشار صاحب السمو إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان حالياً، قائلاً: «لا أحد يعلم إلى أي حد يمكن أن تتدهور هذه الحرب. وهو ما سبق أن حذرنا منه مراراً وتكراراً، إذا لم تتوقف الحرب الوحشية على غزة. يجب أن تتوقف هذه الحرب التدميرية المنهجية.»
كما تطرق صاحب السمو للوضع في اليمن، معرباً عن تطلع دولة قطر إلى: «الحفاظ على هدنة عام 2022، والانطلاق منها نحو وقف شامل لإطلاق النار وتسوية الأزمة وضمان وحدة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.»
وإزاء الأزمة في سوريا، أكد سموه على حرص دولة قطر على مصلحة الشعب السوري، ووحدة وسلامة أراضيه، قائلاً: «نتطلع إلى أن تقتنع الأطراف والدول ذات الصلة بالأزمة بضرورة الحوار والتفاهم على إنهائها وفقاً لإعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254.»
وفي الشأن السوداني، وجه صاحب السمو دعوة إلى جميع الأطراف السودانية إلى وقف القتال، وقال: «نؤكد على دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء هذه الأزمة بما يضمن وحدة مؤسسات الدولة وسيادة السودان واستقراره.»
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال صاحب السمو: «ندعم المسار السياسي في ليبيا وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ونحث كافة الأطراف على العودة إلى الحوار وتجاوز الخلافات من أجل إتمام المصالحة الوطنية الشاملة.»
وختاماً، أكد صاحب السمو «أن دولة قطر لن تدخر وسعاً في العمل مع شركائها الدوليين ومنظمة الأمم المتحدة، لتوطيد أركان السلم والأمن والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان وسيادة القانون على جميع المستويات، والتصدي للتحديات العالمية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع.»