السؤال الاول: اهلًا وسهلا بكم في برنامجنا، وشكرا لكم على وقتكم الذي منحتمونا إياه لهذه المقابلة، قطر دولة قائدة في المنطقة من الناحية الإعلامية وبالأخص في مجال التغطية السياسية والرياضية، هذا المشروع الهائل الذي سيقوم على توفير منشآت ومبادرات على اعلى المستويات لوسائل الإعلام الدولية ونعلم بأن هناك اهتمام من وسائل الاعلام العالمية بهذا المشروع، ما الذي ألهمكم للقيام بمثل هذا المشروع الطموح، ولَماذا هذا التوقيت في هذه الفترة؟

 في البداية، اود ان اشكركم لاستضافتي في برنامجكم، حيث انها المقابلة التلفزيونية الأولى للحديث عن مدينة الدوحة للإعلام، هناك عدة أسباب لقيامنا بهذا المشروع ومنها ان دولة قطر تملك تاريخ عريق في المجال الإعلامي، وهذا التاريخ بدأ مع الإذاعة والتلفزيون في ستينيات القرن الماضي وكان هدف الحكومة آنذاك إيصال المعلومات للشعب. وفي حقبة الثمانينات والتسعينيات، والتي اعتبرها المرحلة الثانية، حدثت تطورات جذرية، حيث بدأ العديد من المفكرين والأكاديميين بطرح آرائهم في صحفنا اليومية حول قوانين الحكومة ولوائحها، وما إلى ذلك. وحينها لم تصدر منا أي ردة فعل تجاه ذلك، ولكننا أدركنا لاحقاً كما أدرك الجميع بان الإعلام هو منبر للمواطنين للتعبير عن آرائهم وعن وجهات نظرهم. هذا ما أسميه المرحلة الثانية.

السؤال الثاني: ومن ثم جاءت المرحلة الثالثة؟

 كلا، المرحلة الثالثة بدأت في منتصف التسعينيات حتى ٢٠٠٤، حيث تم تأسيس قنوات مثل قناة الجزيرة، وإطلاق قناتين محليتين إضافيتين، احداهما مختصة بالرياضة وهي قناة الكاس والتي لديها عدد كبير من المشاهدين من خارج قطر أكثر من داخل دولة قطر، لدينا ايضا قناة مختصة بالثقافة وهي قناة الريان. وانتقلت قناة الجزيرة من كونها مجرد قناة تبث فقط باللغة العربية إلى قناة تبث باللغة الإنجليزية، ثم تفرعت عنها، بعد ذلك، عشرات القنوات الفضائية الأخرى الناطقة بعدة لغات.

السؤال الثالث: قلت ان قطر لديها تاريخ في الاعلام وتحدثت عن مراحل تأسيس هذا الاعلام، ولكن اذا نظرنا الى الأمر من ناحية اخرى، فاننا نرى ان مدينة الدوحة للإعلام بدأ الحديث عنها اثناء الأزمة الدبلوماسية، هل هذا الأمر كان ردة فعل؟

لقد تم طرح مشروع المدينة الإعلامية منذ عام ٢٠٠٥. وتم تكوين فريق عمل في ٢٠٠٨ لبدء التنفيذ.  ولكن لم يكن الوقت المناسب بالنسبة لنا. كنا حينها في مرحلة التأسيس، وقناة الجزيرة وغيرها كانت عبارة عن تجربة، يمكن وصفها بالتجربة الناجحة. لقد أصبحت قناة الجزيرة اليوم شبكة دولية، ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك، وهذه الشبكة الدولية تم تأسيسها من خلال الصحفيين المستقلين الذين كانوا يعملون فيها. قاموا بعملهم وقد منحتهم القناة المساحة المطلوبة لتقديم حواراتهم وبرامجهم. فشعار الجزيرة، كما تعلمون، يعبر عن الرأي والرأي الآخر.

السؤال الرابع: متى تخططون لافتتاح المدينة الاعلامية؟

اريد أن أعقب، أن المشروع هو من إلهام وطموح قائد طموح، وهو حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. لقد أصدر سموه توجيهات للبدء في هذا المشروع في عام ٢٠١٧، وقد شرعنا في تنفيذه لأننا كنا على قناعة أنه كان الوقت المناسب.
والآن للإجابة على سؤالكم حول ما إذا كان هذا المشروع عبارة عن “ردة فعل؟”، أود أن أوضح أنه خلال العامين الماضيين، لم نكتف بالعمل على تنفيذ هذا المشروع فقط، بل قمنا بإنشاء هيئة المناطق الحرة، كما قمنا بإصلاحات في قوانين العمل. وأعلنا عن انتخابات تشريعية لمجلسنا الاستشاري، أو كما نسميه هنا، مجلس الشورى. وبالتالي، فإن قرار إطلاق المدينة الإعلامية لم يكن القرار الوحيد الذي تم اتخاذه خلال العامين الماضيين. يجب ألا ننظر لهذا المشروع على أنه ردة فعل بل يجب النظر إليه على أنه خطوة للمُضي قُدما بدلاً من أن نقف مكتوفي الأيدي بانتظار أن تنتهي هذه الأزمة. لقد تجاوزنا تلك الأزمة، ونحن اليوم نمضي قدماً، وقمنا بتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول وتحظى سمعتنا كمستثمر بالاحترام في جميع أنحاء العالم سواء على مستوى البنوك أو الشركات أو الدول.

السؤال الخامس: هل تعتقد ان هذا الحصار سينتهي قريبا؟

هذا الحصار هم (دول الحصار) من فرضوه، وهم باستطاعتهم إنهائه. وكما ذكرت سابقاً، ودعني أوضح ذلك أكثر، هذه الأزمة ليست الأولى من نوعها. لقد شهدنا أزمات مماثلة منذ الثمانينيات. سأجيب عن سؤالك نيابة عن الأجيال القطرية التي واكبت هذه الأزمات منذ الثمانينيات وحتى يومنا هذا: دولة قطر ليست بالهدف السهل، نحن دولة مستقلة ذات سيادة، ونحن لا نتبع أحداً، لدينا قائدنا والذي نتبعه وهو سمو الأمير.

نحن دولة مستقلة تبني علاقاتها الثنائية مع الدول الاخرى بكل احترام متبادل ونحن نؤمن بالحوار. لقد قمنا بدور الوسيط في العديد من المسائل بين دول المنطقة وخارجها.

السؤال السادس: اذا عدنا للحديث عن دول الحصار، كيف بإمكانكم جذب وسائل الاعلام التي تعمل هناك، وكيف ستستفيد قطر من ذلك على النطاق المحلي ؟

حسنًا، لدينا ما يقارب إلى ٣٣ اتفاقية، إن لم أكن مخطئاً، مع مؤسسات إعلامية متخصصة بالتكنولوجيا. اسمحي لي أن أشرح لكي شيئا واحداً، دعينا ننظر إلى المدينة الاعلامية على أنها عبارة عن ثلاث فئات: قنوات تلفزيونية، والمنشورات ووسائل التواصل الاجتماعي.

بالنسبة لي شخصياً، فان وسائل التواصل الاجتماعي هي وسائل الإعلام الجديدة التي سنركز عليها في المستقبل. على سبيل المثال، سنقوم بإنشاء استوديوهات صغيرة، بإمكان أي مدون او لأي من راود التواصل الاجتماعي أن يجد كل ما يحتاجه مجاناً. حيث يمكنه تصوير مقاطع الفيديو الخاصة به على اليوتيوب ونشرها، كما يمكنه القيام بأشياء أخرى من هذا القبيل.

السؤال السابع: اذا ستزودونهم بالمنشآت والفرص؟

نعم، سنوفر لهم أفضل ما توصلت اليه التكنولوجيا في النطاق الإعلامي مقابل قيام رواد الإعلام بإلقاء محاضرات في إحدى جامعاتنا، كجامعة قطر على سبيل المثال، التي لديها قسم إعلامي ضخم، أو مثل حرم جامعة نورث وسترن، وهي جامعة أمريكية.

السؤال الثامن: من خلال هذا المشروع، هل تسعى قطر لأن تصبح منصة رئيسية لحرية الحديث وحرية التعبير؟

 حسناً، ان ما سيميزنا هو أنه لن تكون لدينا قيود تحريرية. سيكون لدينا ميثاق الشرف الإعلامي. ولأشرح لكي ما هو ميثاق الشرف الإعلامي ببساطة، هو أننا على ثقة بأن وسائل الإعلام التي ستأتي إلى المدينة الإعلامية، هي وسائل إعلام مسؤولة – أي ستكون مسؤولة عما تقوله وتفعله. لن نضع أي قيود لهذا النوع من وسائل الإعلام. وسيكون ميثاق الشرف الإعلامي مبني بشكل أساسي على وسائل الإعلام المسؤولة.

دعنا نقول، على سبيل المثال، أن تقريراً صدر عن مؤسسة إعلامية من خارج الدوحة، وأن هذا التقرير أزعج دولة من الدول، لم يكون في إمكان الدولة المعنية ملاحقة صاحب التقرير قانونياً في دولة قطر، لكن سيكون بمقدورها أن تتوجه إلى المقر الرئيسي في بلدانهم – لكن لن تكون هناك دعاوى قضائية تخص الخط التحريري. أما فيما يخص الدعاوى القضائية المتعلقة بالجوانب التجارية وغيرها، قد تكون هناك بالطبع دعاوى – لكننا نأمل ألا يكون هناك الكثير منها.

السؤال التاسع: منذ بدء الحصار، ما الذي تغير في قطر في السنتان الأخيران، وما هو تأثير الحصار على سياسة قطر الخارجية؟

لقد كان العامان الأخيران بالتأكيد سبباً للإسراع في العمل على مختلف الأصعدة. فقد وصلنا اليوم، على سبيل المثال، إلى الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالصناعات المختلفة كالغذائية وغيرها. فبالطبع، فان إغلاق الحدود مع تلك الدول، بما أن معظم وارداتنا من الأغذية والأدوية كانت تمر عبرها، دفعنا إلى التعامل مع هذا الإغلاق واحتوائه بالسرعة المطلوبة. وكما تلاحظون اليوم، فإن سكان دولة قطر يعيشون حياتهم بشكل طبيعي. ولم يتغير أي شيء بالنسبة لهم، وليست هناك أي زيادة في الأسعار.

اعتقد ان الازمة كانت أكثر إيجابية من كونها سلبية بالنسبة لنا.

 السؤال العاشر: قطر وتركيا يتمتعان بعلاقات مميزة، وتطورت هذه العلاقات كثيرا منذ بدء الحصار، ما الذي بإمكانك قوله عن العلاقات الثنائية بين البلدين، وهل سنرى قريبا المزيد من المشاريع والاستثمارات القطرية في تركيا؟

حسنًا، إن العلاقة بين دولة قطر وتركيا تعتبر علاقة استراتيجية، وهي علاقة مبنية على الصداقة والأخوة والاحترام المتبادل. كما أن هذه العلاقة بين البلدين تنطلق من حرصهما على حل القضايا المختلفة في المنطقة بالطرق السلمية. ومنذ ذلك الحين، يمكن القول ان العلاقات اصبحت أقوى.

لقد كانت لدينا علاقات قوية مع تركيا قبل الحصار. وقد أصبحت هذه العلاقات أقوى الآن، وتزداد يوماً بعد يوم.  وفيما يتعلق بالصادرات التركية، فقد تضاعفت ثلاث مرات، إذا لم أكن مخطئا، خلال السنوات الثلاث الماضية. من جهتها، قامت دولة قطر مؤخراً باستثمار 15 مليار دولار أميركي. وستكون لنا استثمارات مستقبلية في تركيا.

السؤال الحادي عشر: مما يعني ان الاستثمارات القطرية ستستمر في تركيا؟

الاقتصاد التركي وبدون أدنى شك هو اقتصاد قوي، ليس بإمكان أحد التشكيك في ذلك هنا او في اي مكان في العالم. نحن نؤمن بقوة الاقتصاد التركي، وهذا هو سبب استثمارنا في الاقتصاد التركي.

 الصحفية:

اشكر سعادتكم على وقتكم الذي او ليتموني اياه

 سعادة الشيخ سيف بن حمد آل ثاني:

الشكر موصول لكم على هذه المقابلة