بــسم الله الرحمن الرحيم
فـخامـة الرئيس فـلاديمير بوتين،
معالي المستشار سباستيان كورتس،
الـسـيـدات والـسـادة،
يسعدني في البداية أن أتوجه بجزيل الشكر لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين على الدعوة الكريمة لنا للمشاركة في هذا المنتدى في هذه المدينة العريقة في إنتاج الثقافة والأدب والفن وأيضا في مقاومة الاحتلال، وعلى اختيار دولة قطر الدولة الضيـف فيـه.
يُعقد هذا المنتدى في ظل ظروف وتحديات اقتصادية كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لاسيما في ظل استمرار جائحة كوفيد-19 وتداعياتها السلبية الخطيرة على الاقتصاد العالمي، ما يضاعف من أهمية انعقاده بعد أن بات يشكل حدثا عالميا هاما في مجال الاقتصاد والأعمال.
كما يعد هذا المنتدى نموذجا لما يجب أن يقوم به المجتمع الدولي من مبادرات تسهم في إرساء بيئة صحية للاقتصاد والاستثمار الإقليمي والعالمي وإيجاد حلول فعالة للتحديات الاقتصادية المشتركة.
ولا شك أن المشاركة الدولية الواسعة في هذا المنتدى تعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها روسيا في المنطقة والعالم.
الحـضـور الـكـرام،
إننا في دولة قطر نعتزّ بالعلاقات التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، وقد شهدت هذه العلاقات تطوّراً ملموساً في العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وخصوصاً في مجالي التجارة والاستثمار حيث أصبحت دولة قطر تحتل مركزاً متقدّماً في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيـا.
وفي هذا السياق نثمن تعاوننا النشط في المجال الاقتصادي وبخاصة في مجال الطاقة، وتأكيداً لثقتنا بقوة الاقتصاد الروسي وبأهمية الاستثمار فيه فإن حجم استثمارات دولة قطر في روسيا تضاعف في السنوات الأخيرة، ونتطلع إلى زيادته في السنوات المقبلة.
ولا يقتصر التعاون الاقتصادي بين قطر وروسيا على الاستثمارات المباشرة، وإنّما يتعدّاه إلى التنسيق لإيجاد الأطر التنظيميّة الدوليّة اللازمة لدعم هذا التعاون، وأشير هنا إلى أنّ البلدين أسّسا مع دول صديقة أخرى منتدى الدول المصدّرة للغاز والذي يتخذ من الدوحة مقراً لـه.
الحـضـور الـكـرام،
تشهد دولة قطر مرحلة مهمة في نهضتها الشاملة من خلال تنفيذ استراتيجياتها الوطنية والبرامج والمشاريع العديدة وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، وأؤكد أن المحرك الرئيسي للاقتصاد القطري في هذه المرحلة هو الاستثمارات في البنية التحتية والمشروعات التنموية، لاسيما في التعليم والصحة والمواصلات والأبحاث والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها، ونحن نسعى
إلى تحقيق التقدم في التنويع الاقتصادي والتركيز على زيادة استثمارات القطاع الخاص في كافة القطاعات الاقتصادية عن طريق تقديم الحوافز وطرح مشاريع المشاركة بين القطاعين العام والخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأشير إلى أن المشاريع التنموية في دولة قطر توفر فرصاً كبيرة للشركات الأجنبية لزيادة مساهمتها في الاقتصاد القطري في مختلف القطاعات.
وقد قمنا خلال السنوات الأخيرة بتطوير وإجراء تعديلات محورية على العديد من التشريعات التي تعزز مشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مما أسهم في خلق بيئة جـاذبـة للاستثمار.
وتعمل دولة قطر على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والمستدامة، ومجالات أخرى من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي.
الحـضـور الـكـرام،
بيّنت جائحة كوفيد- 19 درجة تداخل حياة ومصائر الشعوب وتشابكها في عالمنا المعاصر، وقد ثبت أنه لا يمكن لأية دولة أن تواجه وحدها كارثة بحجم هذه الجائحة، وأن الاستثمار في الأبحاث لمحاربتها ومنع حدوث مثيلاتها في المستقبل يجب أن يكون جهداً دولياً، وأنه على المجتمع الدولي العمل الجاد والدؤوب لتوفير اللقاح والعلاج للجميع، لا سيما الشعوب الفقيرة أو تلك التي تعاني من الاضطرابات والحروب فلا يجوز أن تخضع صحة الناس لقوانين السوق والتجارة العالمية، وفي هذه المناسبة أشيد بدور روسيا في إنتاج اللقاحات وتوزيعها.
ومن ناحية أخرى فإن تعزيز الاقتصاد والاستثمار وقيم الابتكار والعمل والإنتاج سوية مع تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، هو السبيل لبناء القدرات اللازمة لمحاربة الجائحة والتغلب على إشكاليات عالمية أخرى مثل التغير المناخي، وهو أيضاً السبيل لاستعادة الناس حياتهم العادية التي يفتقدونها منذ بداية الجائحة، وهو الذي سيدعم مؤسساتنا الصحيّة وأبحاثنا العلميّة وإمكانيات توفير اللقاح لجميع سكّان الأرض.
وفي هذا الإطار ندعو القطاع الخاص في روسيا والعالم إلى استكشاف بيئة الأعمال القطرية الواعدة في كثير من المشروعات وفي شتى المجالات.
وختاماً، أكرر الشكر لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين على الدعوة الكريمة لنا للمشاركة في هذا المنتدى واختيار دولة قطر الدولة الضيف فيه، آملاً أن يحقق أهدافه المرجوة، ومتمنياً لبلدينا مزيداً من التعاون المثمر.
والـسـلام عـلـيكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه.