معالي الشيخ / عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني
رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية
فـي يوم السياحة العالمي
الدوحة
الثلاثاء 27 سبتمبر 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة، الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يطيب لي في البداية أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني قطر، ويسعدنا مشاركتكم في هذا الاحتفال الرسمي بيوم السياحة العالمي بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
إن احتضان دولة قطر لهذا الاحتفال والذي يُعقد هذا العام تحت شعار “السياحة المستدامة – أداة للتنمية”، يمثل فرصة لمناقشة سبل الارتقاء بمساهمة السياحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرّتها منظمة الأمم المتحدة عام 2015.
إن احتفال هذا العام يكتسب أهمية خاصة في قطر بعد الانتهاء من تنفيذ الاستراتيجيـة الوطنيـة الأولى 2011 – 2016 والانتهـاء من إعداد الاستراتيجيـة الوطنيـة الثانيــة 2017 – 2022، ولكونه يأتي في وقت تتضاعف فيه الجهود

لتعزيز وضع قطر على الخارطة العالمية، لا سيما بعد أن برزت أهمية القطاع السياحي في دولة قطر كأحد الأدوات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ولذلك نجده يواصل معدلات نموه رغم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تشهدها المنطقة.
السيدات والسادة،
خلال العقدين الماضيين شكلت صناعة السياحة أحد أهم محركات النمو الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام في العديد من دول العالم، ومن هذا المنطلق فإن تنمية قطاع السياحة لم تعد اختياراً أو رفاهية، وإنما تأتي من بين أولويات التنمية كضرورة تمليها متطلبات التنمية الشاملة وتنويع موارد الاقتصاد الوطني وخلق الوظائف، فضلاً عن كونها أداة لبناء الجسور بيننا والحوار بين الثقافات ونشر قيم التسامح والانفتاح.
ومن هذا المنطلق فإن صناعة السياحة تحظى باهتمام كبير ضمن رؤية قطر الوطنية واستراتيجيتها الوطنية، إدراكاً بأهمية وقدرة القطاع السياحي على القيام بدور حيوي في تحقيق الدعم للاقتصاد الوطني .

ولمواكبة النهضة الشاملة لدولة قطر اتخذت الدولة سلسلة من الإجراءات والتدابير غير المسبوقة فيما يخص الانفتاح، والتي من شأنها أن تعزز أداء القطاع السياحي، وتجعل قطر من بين الدول الأكثر انفتاحاً في المنطقة مع التزامنا بهويتنا وقيمنا ومبادئنا. ومن بين هذه الإجراءات:
أولاً: منح تأشيرات الترانزيت المجانية لمدة 96 ساعة لجميع الجنسيات.
ثانياً: طلب وإصدار تأشيرات إلكترونية لجميع الجنسيات.
ثالثاً: إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول إلى قطر وسوف تضاف اليهم دول أخرى في المستقبل.
رابعاً: تطبيق نظام الإخطار الإلكتروني للحاصلين على تأشيرة أو إقامة من الوجهات السياحية التالية: (الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، ودول الشنغن، وكندا، واستراليا، ونيوزيلندا، وبعض الدول الاخرى) والذي يدخل حيز التنفيذ منذ هذه اللحظة .
ولا شك أن هذه الإجراءات سوف تمثل علامة فارقة على طريق تطوير صناعة السياحة في قطر. بل يمكن القول إنها تنقلنا مباشرة إلى المرحلة القادمة من الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة.

السيدات والسادة،
إننا ندرك أن هذه السياحة لا يمكنها أن تنمو بكامل قدراتها وإمكاناتها إلا إذا تضافرت الجهود بين جميع الأطراف والقطاعات ذات الصلة، وعليه فقد وجهت في وقت سابق من هذا العام، بالبدء بعملية مراجعة شاملة للاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، بما يضمن تلبية احتياجات قطر، ويحافظ على هويتها.
وأشيد هنا بالعمل الجماعي لقطاعات عدة في الدولة، الذي أثمر عن وضع رؤية موحدة وخارطة طريق، نحو تحقيق خطة خمسية تم إقرارها من قبل المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار والتي تقوم على الركائز التالية:
أولاً – تسريع وتيرة الإنجاز في المشروعات السياحية التي سوف تشجع السياح على زيارة قطر من جميع أنحاء العالم.
ثانياً – تفعيل السياسات التي من شأنها أن تعزز النمو في هذا القطاع من خلال فتح أسواق جديدة كالصين والهند وروسيا وتعزيز تواجدنا في أوروبا

وأمريكا وآسيا وتنويع المنتجات السياحية وطرح فرص استثمارية للقطاع الخاص.
وفي هذا السياق تم إعادة تنظيم قطاع السياحة من خلال تأسيس منظومة جديدة من الكيانات التي ستعنى بالإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة ومراجعتها بشكل مستمر، وسيكون على رأس هرم هذه المنظومة المجلس الوطني للسياحة الذي سوف يضم ممثلين من الجهات المعنية والقطاع الخاص ليكونوا مشتركين معاً في صناعة القرار، كما سيتم تأسيس أذرع تنفيذية تساهم في تحقيق رؤيتنا الوطنية في مجال السياحة.
إن تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية مسؤوليتنا جميعا كمواطنين ومقيمين على أرض هذه الدولة المعطاء، لأنها الطريقة الوحيدة لضمان عكس هويتنا المتفردة وتلبية احتياجاتنا الاقتصادية والاجتماعية.
الحضور الكريم،
لقد أصبح تعزيز تجربة الزوار في كل جوانب زيارتهم هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل الجهات ذات الصلة، ولذلك سيتم إطلاق مبادرة لتحسين تجربة السائح على المستوى الوطني تشمل استحداث وحدة إدارية مختصة

بالتجربة السياحية في جميع الجهات المعنية، وإعداد برنامج تدريبي لقيادات الوحدات لتزويدهم بالممارسات المثلى، لتتوج بنهاية كل عام بعقد منتدى سنوي وإطلاق جائزة وطنية تحت الرعاية الكريمة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وذلك بهدف نشر ثقافة السياحة وتهيئة الأجواء لتحسين تجربة السائح على المستوى الوطني.
إن النمو الراهن في دولة قطر يعزز التفاؤل بمستقبل صناعة السياحة، ولذلك فإن هناك فرصة سانحة أمام المبتكرين والمستثمرين ورواد الأعمال في الدولة والمستثمرين من الخارج، فعليهم اغتنامها عبر تعزيز التجارب السياحية التي يمكننا أن نقدمها منذ هذه اللحظة.
السيدات والسادة،
إنه وبكل تأكيد نعتز في دولة قطر بأن تكونوا معنا اليوم لتشهدوا على هذه الانطلاقة الجديدة، ولا شك أن هذه المشاركة تعكس التعاون الدولي البناء بيننا، بما يساعد على الاستفادة من الآراء والتجارب في الدول الأخرى في تحقيق الاهداف المنشودة لتعزيز صناعة السياحة.

وفي الختام، لا يفوتني أن أوجه الشكر والتقدير لسعادة الأمين العام الدكتور /طالب الرفاعي على سنوات خدمته التي قضاها كأمين عام لمنظمة السياحة العالمية، والتي شهدنا خلالها تعاون وشراكة مثمرة ما بين المنظمة وقطاع السياحة بدولة قطر.
ولا يفوتني أيضاً ان اشكر جميع القائمين على هذا الاحتفال، وأرحب بكم جميعاً مرة أخرى في بلدكم الثاني قطر متمنياً أن يحقق هذا الاحتفال الاهداف المنشودة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.