سمو أمير البلاد المفدى يفتتح منتدى الدوحة 2023

10 ديسمبر 2023

تفضّل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح منتدى الدوحة 2023، صباح اليوم، تحت شعار ”معاً نحو بناء مستقبل مشترك“، بحضور عدد من أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، لتبادل الأفكار والرؤى حول التحديات الراهنة التي يواجهها العالم.

حضر افتتاح المنتدى عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة، وكبار المسؤولين من الأكاديميين وصناع السياسات والبرلمانيين والمفكرين ورجال الأعمال والإعلام، وممثلي منظمات إقليمية ودولية ومنظمات المجتمع المدني.

وقام سمو الأمير المفدى، بتسليم جائزة منتدى الدوحة إلى السيد فيليب لازاريني، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، تقديراً لجهودها في التخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية في فلسطين المحتلة، خاصة في قطاع غزة، وتكريماً لتضحيات فرق العمل في سبيل الحد من معاناة سكان القطاع.

وألقى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، كلمة في افتتاح المنتدى، قال فيها: ”حين اخترنا شعار منتدى الدوحة هذا العام، ”معا نحو بناء مستقبل مشترك“، كنا نأمل أن ينعقد المنتدى في ظروف تسمح لنا أن نتحاور بإيجابية حول مستقبلنا المشترك، بما يترجم طموحات وأحلام شعوب العالم، ولكن، وبكثير من الحزن والألم، نلتقي اليوم، والعالم يعاني تحت ظل أزمات متلاحقة لا هوادة فيها“.

وأضاف معاليه: ”إن ما يحدث في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يدفع الشعوب الحرة حول العالم إلى توجيه أسئلة مشروعة حول ماهية النظام الدولي، وفاعلية أدواته القانونية، وصدق مبادئه، وهذه الأسئلة تزداد إلحاحاً مع تزايد المشاهد المؤلمة، التي ربما نشيح بوجوهنا عنها من فظاعتها، ولكنها واقع يعيشه مليونان وثلاثمائة ألف إنسان كل يوم منذ أكثر من 60 يوماً.“

وتابع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: ”الأزمة الحالية أظهرت بوضوح حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وبين الأجيال المتعاقبة، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي. يجب أن نبدأ اليوم في بناء المستقبل بمراجعة شاملة لنظامنا الدولي والإنساني، مراجعة تؤسس لنظام عالمي يقوم على احترام المساواة بين الشعوب.“

وأكد معاليه أن الحضور المتنوع في المنتدى يمثل فرصة لنقاشات متعمقة تأخذ في الحسبان كل تعقيدات الحاضر وتبحث عن بصيص أمل لمستقبل يكون عنوانه ”السلام والازدهار والتعاون“، مشدداً على أن الحوار هو الطريق الأمثل لمواجهة أعقد الصراعات، إذا توفرت الإرادة الخيّرة والقيادة السياسية الحكيمة، وهذا منطلق إيمان دولة قطر بأهمية الوساطة في حل النزاعات.

وقال معاليه: “إذا كنا مخلصين حقاً في العمل ”معا نحو بناء مستقبل مشترك“، فالبداية هي الاعتراف الموجع بحقيقة الخلل في النظام العالمي، هذا الخلل الذي يسمح بالقبول باستدامة الصراع وعدم الوصول إلى حل، ولا يمكن لهذا الحل أن يكون مستداماً إلا إذا كان عادلاً وشاملاً.“

وفي ختام كلمته، أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: ”على الرغم من الآلام المتراكمة التي خلفتها الصراعات والنزاعات في عالمنا اليوم، علينا التمسك بالأمل في غد مشرق وبناء مستقبل مشترك، ونحن جميعاً في هذه اللحظة الفارقة أمام تحد لإثبات إنسانيتنا، ولإبقاء جذوة الأمل لدى شعوبنا حية بقدرة البشرية على مواجهة الحرب بالسلام، والصراع بالحوار، والدمار بالبناء، متمنياً للجميع التوفيق ولأعمال المنتدى النجاح.“

يشار إلى أن فعاليات النسخة الحادية والعشرين من منتدى الدوحة تتواصل على مدى يومين، بفندق شيراتون الدوحة، ويعد المنتدى منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع، ويجمع صناع القرار لمناقشة التحديات العالمية الملحة، ووضع سياسات وتقديم توصيات قابلة للتطبيق.