المؤتمر الصحفي الخامس للجنة العليا لإدارة الأزمات

24 مارس 2020

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،

في البداية، نؤكد على اعتزازنا بالمواطنين والمقيمين ممن استشعروا أهمية المسؤولية الفردية والحس المجتمعي في هذه المرحلة والتزموا البيوت وطبقوا إجراءات الوقاية.

تم اليوم تسجيل خمسة وعشرين (25) حالة جديدة مصابة بفايروس كورونا كوفيد 19، منهم ستة عشر (16) من العمالة الوافدة، وتسع (9) حالات قادمة من الخارج منها خمسة (5) قطريين ممن قدموا من المملكة المتحدة، وقد تم ادخال الحالات المصابة الجديدة الى العزل الصحي التام، وإدخال حالة واحدة من الإصابات الجديدة بين القطريين القادمين من المملكة المتحدة إلى العناية المركزة، وجميعهم يتلقون الرعاية الطبية اللازمة.

وعلى صعيد آخر، فقد تعافى اليوم أربعة (4) أشخاص من الفيروس، أحدهم من القطريين، ليصل عدد حالات الشفاء إلى واحد وأربعين (41) حالة. نحمد الله على سلامتهم ونتمنى لبقية المصابين الشفاء العاجل.

إن هذه المرحلة مؤقتة وستمر بإذن الله، وسنخرج منها أكثر صلابة وأكثر إيماناً بقدراتنا وشعبنا ومؤسساتنا، يداً بيد سنتغلب على هذا الفيروس بإذن الله تعالى.

كانت اللجنة قد أعلنت في المؤتمر الثالث بتاريخ التاسع عشر (19) من مارس عن فتح باب التطوع لدى عدد من الجهات وقد كانت استجابة أهل قطر مواطنين ومقيمين سريعةً ولله الحمد.

فقد وصل عدد المتطوعين مع وزارة الصحة العامة، وقطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري ما يقارب خمسةً وثلاثينَ ألفَ متطوعٍ. وتعمل وزارة الصحة العامة الآن مع الجهات المعنية لتوزيع المتطوعين حسب الحاجة والخبرات، سائلين الله عز وجل أن يبارك في هذه الجهود.

الأخوة والأخوات،

أؤكد لكم أن دولة قطر حريصة كل الحرص على توفير أعلى مستويات الخدمات الطبية للجميع بدون استثناء وبالمجان.

أما في الجزء المغلق من المنطقة الصناعية، فإن وزارة الصحة العامة عملت على إنشاء ثلاث وحدات متنقلة للفحص، بالإضافة إلى ستة سيارات إسعاف تجولُ المنطقة للفحص العشوائي، وذلك للتأكد من خلو المنطقة من فيروس كوفيد-19، ونقل من يشتبه بإصابتهم إلى الجهات الصحية لتلقي العناية اللازمة، كما أن حركة دخول المواد الغذائية والطبية للأخوة سكان المنطقة مستمرة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيث يدخل يومياً ما يقارب الألف مركبة لنقل المواد الأساسية مع أخذ كل الاحتياطات الصحية اللازمة، وعلينا أن نشيد بتعاون سكان المنطقة وتحليهم بالصبر في هذه الأوقات الصعبة بالإضافة إلى تعاون السفارات المعنية لتوعية وطمأنة جالياتهم.

كما نود أن نعلن عن إنشاء مرفقين طبيين مؤقتين من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع القوات المسلحة القطرية لتقديم الرعاية الصحية لحالات الإصابة الخفيفة بفيروس كورونا كوفيد-19 للعمال والحرفيين ممن تم تصنيفهم بحالات خفيفة، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذين المرفقين أربعة آلاف وستمائة وخمسة وأربعين سريراً حيث يتم توفير رعاية طبية وتمريضية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع بالإضافة إلى خدمات الصيدلية، ومرافق إقامة مريحة وتغذية صحية مناسبة وخدمات الأمن وإدارة النفايات وجميع هذه المرافق متصلة بشبكة الإنترنت ويتم تقديم آخر المعلومات والمستجدات بصورة منتظمة وبلغات متعددة. وفي إطار التخطيط للمستقبل وكإجراء استباقي جاري العمل حالياً على تجهيز مرافق ميدانية طبية أخرى في مناطق مختلفة بالدولة بهدف توفير الخدمات الطبية والتمريضية للحالات الخفيفة إلى المتوسطة لتصل الطاقة الاستيعابية إلى ثمانية عشر ألف سرير خلال الأسابيع المقبلة.

وبناء على توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى والتي أعلن عنها في حزمة القرارات الأولى، أصدر مصرف قطر المركزي تعميماً للبنوك والمصارف العاملة بالدولة بشأن تأجيل أقساط القروض المستحقة والفوائد أو العوائد المترتبة عليها، لمن يرغب من القطاعات المتضررة التي شملتها قرارات اللجنة العليا لإدارة الازمات، وذلك لمدة ستة شهور إعتباراً من تاريخ 16/3/2020، كما نص التعميم على تخصيص نافذة إعادة شراء ( ريبو)، تكون بنسبة صفرية، تُستخدم بواسطة البنوك في تأجيل أقساط القروض، أو منح قروض جديدة ، وكذلك تم إلغاء الرسوم المفروضة على نقاط البيع POS ورسوم السحب عبر الصراف الالي ATM ، والجدير بالذكر أن القروض المشار اليها بالتعميم لا تشمل القروض الشخصية الممنوحة بضمان الراتب، كما أصدر مصرف قطر المركزي كذلك تعميماً للبنوك والمصارف العاملة بالدولة ولمحال الصرافة بشأن تسهيل إجراءات التحويلات المالية الإلكترونية للخارج وتقديم الخدمات الإلكترونية لفئة العمال، و الإعلان عن كافة الخدمات الإلكترونية المتوفرة بشتى الوسائل .

وفي إطار خطة الدولة لتأمين تدفق الواردات إلى السوق المحلي من السلع الغذائية والاستهلاكية والمواد التموينية بكميات كافية وبأسعار مناسبة وبجودة عالية بما يلبي حاجة المواطنين والمقيمين، ستوقع وزارة التجارة والصناعة هذا الاسبوع عقوداً مع  أربعة عشر شركة لرفع المخزون الاستراتيجي من السلع الغذائية والاستهلاكية .

ونؤكد هنا بأن المواد متوفرة بشكل كاف، وننصح بشدة بعدم التزاحم في الجمعيات ومحلات بيع الأغذية حفاظا على سلامتكم.

كما أشرفت مجموعة النقل بسلاح الجو الأميري القطري بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، على تيسير رحلات منتظمة إلى جمهورية الصين الشعبية بهدف توفير وتلبية كافة احتياجات السوق المحلي من الكمامات والمعقمات الطبية.

وعلى صعيد آخر، تدعو وزارة الخارجية المواطنين وأبناء القطريات وأزواج القطريين والقطريات في الخارج لتسجيل بياناتهم عبر تطبيق الخارجية وموقع الوزارة، وذلك للتواصل معهم في حالات الطوارئ.

ولا ننسى في هذه الأزمة أشقاء وأصدقاء دولة قطر الذين يقومون بدورهم لمكافحة هذا الوباء، حيث أرسلت دولة قطر عدداً من الشحنات الطبية للدول الصديقة لمكافحة هذا الفيروس، بما فيها المساعدات الموجهة للأشقاء الفلسطينيين، كما أن وزارة الصحة العامة على تواصل دائم مع نظيراتها في الدول المختلفة ومنظمة الصحة العالمية للوقوف على آخر المستجدات والحلول التي يمكن تطبيقها للحد من انتشار الفيروس. وستبقى يد دولة قطر ممدودة لتقديم العون والدعم لجميع الدول لمكافحة هذا الوباء.

أخيراً نسأل الله أن يحفظ هذا البلد وأهله من كل سوء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،