بيان المؤتمر الصحفي التاسع للجنة العليا لإدارة الأزمات

20 أبريل 2020

يجدر بنا أن نذكر أن الافتتاح التدريجي للجزء المغلق من المنطقة الصناعية سيبدأ يوم الأربعاء الموافق 22 ابريل، بالشارعين 1 و2 وشارع الوكالات، والعمل مستمر لافتتاح باقي المنطقة وفق ما تحدده المعطيات الطبية وتقتضيه المصلحة العامة، حيث تم نقل ما يقارب من 6500 عامل فقط من الفترة ما بين 14 إلى 17 ابريل في طور الاعداد لهذا الافتتاح الجزئي، تم نقلهم إلى الحجر الصحي الاحترازي لفحصهم بشكل استباقي رغم عدم ظهور أعراض واضحة عليهم، حفاظاً على سلامتهم وسلامة سكان المنطقة، ونؤكد هنا على استمرار تدفق المواد الغذائية والطبية وتقديم الرعاية الصحية عالية الجودة لسكان المنطقة.

وستستمر الجهات المعنية بتكثيف الدوريات وحملات التفتيش وضبط المخالفين لجميع القوانين ذات الصلة ومنها قانون منع التجمعات وتطبيق شروط السلامة في المنشآت الغذائية والتباعد الاجتماعي في المحلات التجارية.

الأخوة والأخوات،

لقد دخلنا الآن مرحلة ذروة انتشار الفيروس، ولقد كان التزام الأغلبية بالإجراءات الوقائية خلال الفترة الماضية أمراً مقدراً وينم عن حس عال بالمسؤولية، إنه من الضروري الاستمرار بتطبيق هذه الإجراءات وأهمها عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة ولبس الكمامات وغسل اليدين وتطهيرهما والتباعد الاجتماعي، لاسيما ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك.

في هذا العام سيكون لمعاني شهر رمضان الكريم في ظل جائحة كورونا أبعاد أخرى يجب أن نستشعرها وأن نستلهمها في تطبيقاتنا اليومية. فكما نعرف جميعاً الصيام ليس الصيام عن الطعام والشراب فحسب، بل صيام عن الأذى كذلك، وهذا يتجسد في التزام البيوت وتطبيق إجراءات الوقاية لحماية أنفسنا والآخرين من أذى العدوى.

كما أن هذا الشهر الفضيل هو شهر الإحسان، والإحسان لأقاربنا لن يكون بزيارتهم وتعريضهم لخطر العدوى ومنهم كبير السن ومريض الضغط والقلب والسكري، بل إن الإحسان إليهم سيكون بتجنب الزيارات الاجتماعية في هذه الأوقات.

وهذا الشهر هو شهر التعبد، ولنا في هذه الأزمة آيات وعبر من الله سبحانه وتعالى، حيث أن الإنسانية شغلت خلال العقود الماضية بالحروب والنزاعات وسادت الثقافة الاستهلاكية على نمط حياتنا جميعاً، فلعل هذه الجائحة تذكرنا أن قدرته سبحانه وتعالى فوق كل قدرة، وأن علينا من الآن فصاعداً أن نلتفت إلى ما يضيف لذواتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا.

لنجعل من تزامن الشهر الفضيل مع هذه الجائحة فرصة نغتنمها لإعادة ترتيب أولوياتنا، والتركيز على ما هو مفيد وبناء، والتضرع لله سبحانه وتعالى بأن يرفع عنا هذه الغمة.

اللهم قد أخذنا بأسبابك وأنخنا الرجاء ببابك فارفع عنا وعن سائر البلاد إنك وحدك القادر على ذلك.

دمتم في رعاية الله وحفظه.