السياسة الاقتصادية

يعد الاقتصاد القطري اليوم أحد أقوى الاقتصادات في المنطقة، ومن بين أكثر الاقتصادات الواعدة على الصعيد العالمي، حيث نجحت دولة قطر خلال السنوات الماضية في ترسيخ مكانتها المتقدمة على خريطة الاقتصاد العالمي وفق النهج الذي رسمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى – حفظه الله – لمواصلة مسيرة تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 نحو إرساء اقتصاد متنوع وتنافسي مبني على المعرفة والابتكار.

تولي دولة قطر اهتماماً كبيراً بتنويع اقتصادها الوطني كجزءٍ من أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى النهوض بالدولة من خلال اقتصاد مستدام قائم على المعرفة“

سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم العبدالله آل ثاني، وزير التجارة والصناعة

 

 

وإدراكاً منها لأهمية الموازنة بين سياساتها الاقتصادية الهادفة إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مواردها وثرواتها الطبيعية، فإنه من المتوقع أن تبلغ الإيرادات غير النفطية لدولة قطر 43 مليار ريال في 2024، بنسبة زيادة تقدر بنحو 2.4% مقارنة بموازنة العام المالي 2023.

 وأولت الدولة قطاع الطاقة الاهتمام اللازم كمصدر هام لتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني  بالعمل على رفع الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي من خلال توسعة حقل الشمال للغاز الطبيعي، ما يرفع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 46% إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027.

وساهمت هذه السياسات الاقتصادية الممنهجة في دعم كافة قطاعات الدولة لتصبح شريكاً فاعلاً في تقوية الاقتصاد الوطني وتدعيمه وتعزيز ثقة المستثمرين به.

وفي هذا السياق، حرصت دولة قطر على توفير بيئة استثمارية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للاقتصاد الوطني ورفدها بمنظومة إدارية وتشريعية محفزة لممارسة الأعمال تتميز بــ:

إطار تشريعي ملائم لتنمية الأعمال وجذب الاستثمارات +

ركزت دولة قطر على تعزيز جاذبية بيئتها الاستثمارية. ولتحقيق هذه الغاية، وضعت الأطر القانونية والتنظيمية اللازمة لخلق بيئة آمنة للاستثمارات المحلية والأجنبية. وتشمل المبادرات الرئيسية ما يلي:

صدور القانون رقم (1) لسنة 2019 القاضي بتنظيم استثمار رأس المال غير القطري في الأنشطة الاقتصادية لتحفيز التنمية الاقتصادية وجذب المستثمرين الأجانب وإتاحة الفرصة لهم للتملّك الكامل (100%) في مختلف الأنشطة التجارية والقطاعات الاقتصادية. ويتميز هذا القانون بالعديد من الحوافز الاستثمارية، مثل تخصيص الأراضي للمستثمرين غير القطريين لمشاريعهم، وإمكانية الإعفاء من ضريبة الدخل، والإعفاءات من الرسوم الجمركية، وحماية الاستثمارات الأجنبية من المصادرة، والقدرة على نقل ملكية الاستثمار، والمرونة في تحويل عوائد الاستثمار.

صدور القانون رقم (12) لسنة 2020 القاضي بتنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف توسيع فرص الاستثمار داخل الدولة ووضع إطار تشريعي لتعزيز الحوكمة، وإدارة المخاطر، وتحفيز المنافسة والابتكار. ويتيح هذا القانون للمستثمرين الفرصة لتمويل المشاريع وتطويرها وإدارتها في قطاعات متعددة، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية مثل الأمن الغذائي والرياضة والسياحة والصحة والتعليم والخدمات اللوجستية.

صدور القانون رقم (16) لسنة 2018 القاضي بتنظيم تملّك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها.

صدور قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 القاضي بتحديد المناطق التي يجوز لغير القطريين تملك العقارات فيها والانتفاع بها، وتحديد شروط وضوابط ومزايا وإجراءات التملك والانتفاع وفقاً للقانون الذي ينظم تملك غير القطريين للعقارات وانتفاعهم بها. وتعتبر المناطق المحددة للتملك والانتفاع والاستخدام نماذج للتخطيط الدولي المعاصر ومعايير التنمية الحضرية.

صدور القانون رقم (8) لسنة 2021 القاضي بتعديل بعض أحكام قانون الشركات التجارية لدعم تدفق رؤوس الأموال وتعزيز القدرة التنافسية لدولة قطر على المستوى الدولي في مجال تأسيس الشركات وإزالة العوائق وتبسيط الإجراءات أمام المستثمرين، وبالتالي جذب المشاريع الاستثمارية، ورفع تصنيف دولة قطر في تقييمات وتقارير الاستثمار العالمي.

بيئة أعمال متطورة +

ارتفع ترتيب دولة قطر في كتاب التنافسية العالمي للعام 2023، فاحتلت المرتبة (12) عالمياً مقارنةً بالمرتبة (18) في عام 2022 من بين 64 دولة شملها التقرير الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في سويسرا. ويأتي هذا التقدم نتيجة للسياسات الاقتصادية التي تنفذها دولة قطر، والتي تدعم بيئة أعمال متقدمة ومفتوحة. وتضمن هذه السياسات الالتزام بجميع الاتفاقيات التجارية، وتنفيذ استراتيجيات اقتصادية مرنة، تهدف إلى تبسيط العمليات التجارية في الدولة وتشجيع الاستثمارات فيها. وعلاوة على ذلك، تقدم الحكومة مجموعة من الحوافز والمزايا للمستثمرين الأجانب، تشمل إمكانية التملك بنسبة تصل إلى 100%، بالإضافة إلى منح فرص الإعفاء من ضريبة الدخل لمدة تصل إلى 10 سنوات.

فرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات +

ساهم توجه الدولة نحو تبني سياسات اقتصادية منفتحة وإرساء اقتصاد متنوع في تعزيز جاذبية البيئة الاستثمارية من خلال إطلاق مشاريع هامة تجسد قيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتوفر فرصاً استثماريّة واعدة في القطاع اللوجستي والأمن الغذائي والتعليم والصحة والسياحة والرياضة.

بنية تحتية متطورة +

سعت دولة قطر إلى تعزيز الإنفاق الحكومي على مشروعات البنية التحتية لدعم قدرة الاقتصاد القطري التنافسية وتعزيز مكانته على المستويين العالمي والإقليمي. ونجحت الدولة بتنفيذ عدد من المشاريع الضخمة في هذا المجال، من بينها ميناء حمد، الذي يعد أحد أهم الموانئ وأكبرها في منطقة الشرق الأوسط، ومطار حمد الدولي ومشروع مترو الدوحة ومشاريع شركة سكك الحديد القطرية (الريل)، التي تربط بين مختلف المناطق الرئيسية بالدولة، فضلاً عن إنشاء المناطق الصناعية واللوجستية ومجموعة كبيرة من المناطق الحرة، وكلها مصممة وفق أعلى المعايير الدولية في هذا القطاع لتلبية الاحتياجات المتنوعة للشركات العاملة في الصناعات الأولية في البلاد.

التنمية المحلية +

الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي

دشن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في نوفمبر 2023، الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي التي أطلقها مصرف قطر المركزي والتي تهدف إلى تطوير القطاع المالي في الدولة، بما يدعم الاقتصاد الوطني، ويساهم في نمو القطاعات الرئيسية، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.

”أطلقنا الخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لدولة قطر الهادفة إلى الابتكار والتنوع، والتي تعزز مكانة دولتنا كمركز عالمي متقدم في مجال الخدمات المالية. تأتي هذه الخطة امتداداً للاستراتيجية الأولى والثانية، والتي تعتبر خريطة طريق في تحقيق نظام مالي سليم ومرن داعم للنمو الاقتصادي المستدام“

معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

 

معرض صنع في قطر

نظمت غرفة قطر، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، معرض صنع في قطر بنسخته التاسعة في نوفمبر 2023، بمشاركة أكثر من 450 من المصانع والشركات الصناعية.

”المعرض يهدف إلى تعزيز الصناعة القطرية ودعم جهود الدولة نحو التنمية الصناعية، والترويج للصناعة والمنتجات القطرية محلياً ودولياً، وتشجيع استخدام المنتجات القطرية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم جهود الدولة في دعم الصناعة، وتشجيع المستثمرين ورواد الأعمال على الاستثمار في المشاريع الصناعية“

سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، رئيس غرفة قطر.

سيتي سكيب قطر 2023

نظمت دولة قطر النسخة الحادية عشرة من معرض “سيتي سكيب قطر” في أكتوبر 2023، بمشاركة نحو 90 مطور عقاري و40 متحدث محلي ودولي. وخلال المعرض، تعرف الزوار على تطورات السوق العقارية القطرية ومستقبلها، والتي تسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

ويعد الحدث فرصة مهمة للمطورين العقاريين للاطلاع على تفاصيل وملامح مشاريعهم الحالية والجديدة والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا المجال.

منتدى قطر الاقتصادي

استضافت الدوحة في مايو منتدى قطر الاقتصادي 2023 بالتعاون مع بلومبيرج، والذي أقيم تحت شعار “قصة جديدة للنمو العالمي” بمشاركة 2000 من قادة الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وسلطت نسخة هذا العام الضوء على أحدث التوجهات في مجالات التمويل والطاقة والرعاية الصحية والتكنولوجيا ودورها في دفع عجلة النمو المستقبلي.

 

لنجعل هذا المنتدى فرصة للحوار والتشاور وخلق الشراكات التي تعزز فرصنا للتحول والتقدم الاقتصادي نحو عالم أكثر ازدهاراً وشموليةً“

معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.