الرياضة في دولة قطر

تولي دولة قطر اهتماماً كبيراً للرياضة في جميع مجالاتها، وهي عازمة على تحسين أدائها وإمكانياتها، وتحقيق إنجازات مميزة في هذا المجال.

ولهذا السبب، تم تخصيص يوم رياضي للدولة، يكون عطلة رسمية تصادف يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام.

يهدف اليوم الرياضي للدولة، الذي انطلقت أولى نسخه في عام 2012، إلى تشجيع المشاركة في الأنشطة الرياضية، إذ يتم خلاله تنظيم المئات من الفعاليات الرياضية في جميع أنحاء الدولة.

”اليوم الرياضي يعبر من عام إلى آخر عن التزام الشعب القطري بجانب من جوانب مكتسباته التي تحققت في دولة قطر فمنحتها موقعا متميزاً ضمن الخارطة الرياضيّة في العالم.

سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، فبراير 2019

تتمتع دولة قطر بسجل حافل باستضافة الفعاليات الرياضية الدولية، وتمتلك مواهب رياضية بارزة ومرافق تدريبية عالمية.

تلعب الرياضة دوراً رئيسياً في رؤية قطر الوطنية 2030، إذ أننا نطمح لأن تحتل دولة قطر مكانة رائدة عالمياً في المجال الرياضي، وأن تجمع العالم من خلال التنمية الرياضية المُستدامة، مستفيدين في ذلك من الإنجازات التي حققناها حتى الآن.

مركز عالمي للرياضة

استضافت دولة قطر ما يقارب من 500 فعالية رياضية دولية منذ عام 2005، شملت جميع أنواع الألعاب الرياضية ومختلف الفئات العمرية.

وعلى مر السنين، استضافت دولة قطر العديد من البطولات الأخرى، مثل دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006، وبطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015، وبطولة العالم للملاكمة 2015، والدورة 48 من بطولة العالم للجمباز الفني، وبطولة العالم لكرة اليد للأندية أبطال القارات سوبر جلوب، ودورة أنوك للألعاب العالمية الشاطئية 2019 وكأس العالم للأندية 2019 و2020، وبطولة الماسترز 2020. كما نتطلع إلى استضافة بطولة العالم للرياضات المائية (فينا) 2023 و بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023.

وتتضمن البطولات الدولية السنوية التي أقيمت في دولة قطر بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة «للتنس»، وبطولة البنك التجاري قطر ماسترز «للغولف»، وبطولة العالم للدراجات النارية السوبر بايك.

تفتخر دولة قطر باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تقام في العالم العربي للمره الأولى، والتي منحت المشجعين صورة واضحة عن الثقافة العربية وتساهم في تعزيز الجهود التنموية في المنطقة.

ويسر دولة قطر الإعلان عن فوزها بطلب استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030. وقد قدمنا ملف الترشيح رسمياً للمجلس الأولمبي الآسيوي في 4 أكتوبر، على أمل أن نساهم في تعزيز الإرث الرياضي المستدام للقارة الآسيوية.

وتعتبر الألعاب الآسيوية الدوحة 2030 أولوية وطنية، وتحظى بالدعم الكامل من جانب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. وقد استندت لجنة الملف في إعداد خطتها ذات المستوى العالمي إلى الخبرات الطويلة التي تراكمت لدى مدينة الدوحة من خلال استضافتها للأحداث الرياضية الكبرى، وإلى العدد الكبير من المرافق والمنشآت الرياضية الحديثة. وبالنظر إلى المرافق الرياضية القائمة أو المخطط لها، فإن بإمكان لجنة ألعاب الدوحة 2030 أن تركز اهتمامها على تنظيم دورة من شأنها أن تعود بالفائدة على قارة آسيا قبل عام 2030 وبعده.

أصبحت الدوحة محط فخر واعتزاز، وذلك بفضل دعم وتوجيهات سموه الحكيمة، التي رسخت مكانة قطر على الصعيد العالمي، وجعلت من الرياضة أحد العوامل الهامة في ركائز التنمية المستدامة للبلاد.

سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني،رئيس اللجنة الأولمبية القطرية،مارس 2019

بالإضافة إلى ذلك، استضافت دولة قطر سباق الفورمولا 1 الأول في تاريخها في نوفمبر 2021. وقد أقيمت هذه الفعالية الافتتاحية في حلبة لوسيل في دولة قطر، حيث اجتمعت الجماهير لمشاهدة هذا الحدث للمرة الأولى في تاريخ الدولة. كما وقعت الدولة أيضاً اتفاقية مدتها 10 سنوات لاستضافة سباقات الفورمولا 1 اعتباراً من عام 2023، لتتواصل مسيرة الإنجازات الرياضية في العقد المقبل.

في ديسمبر 2022، وقعت دولة قطر على استضافة بطولة العالم لسباقات التحمل للسيارات ”2024 -2029“ والتي ستقام في حلبة لوسيل، حيث سيمهد هذا الحدث الطريق للفعاليات العالمية الكبرى في مجال رياضة السيارات في دولة قطر.

في أبريل 2023، أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) فوز دولة قطر بحق استضافة كأس العالم لكرة السلة للرجال لعام 2027، لتكون أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنظم بطولة كأس العالم لكرة السلة.

وأوضح المجلس المركزي للاتحاد الدولي لكرة السلة أن فوز الملف القطري جاء لأسباب عدة، من بينها توفر المرافق الاستثنائية التي تمتلكها دولة قطر وحرصها الكبير على تطوير الرياضة بشكل عام وكرة السلة بشكل خاص.

وتسعى دولة قطر أن تكون بطولة كأس العالم لكرة السلة 2027 واحدة من أكثر النسخ استدامة في تاريخ البطولة.

تقليدٌ راسخ من التميز الرياضي المحلي

لا تكتفي دولة قطر بالترحيب بالرياضيين العالميين على أراضيها فحسب، بل تنمّي مواهبها الرياضية أيضاً، إذ يخوض رياضيوها المنافسات على أعلى المستويات في البطولات الرياضية الدولية.

في عام 2012، أصبحت السباحة القطرية، ندى محمد، أول سبّاحة تمثّل دولة قطر في دورة الألعاب الأولمبية في لندن.

وحصلت دولة قطر على أول ميدالية فضية أولمبية على الإطلاق في أولمبياد لندن عام 2012، والتي كانت من نصيب معتز عيسى برشم في مسابقة الوثب العالي. كما فاز معتز بالميدالية الفضية الأولمبية في أولمبياد ريو في عام 2016 وتوّج بعد عام بميدالية ذهبية لدولة قطر في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن، وفاز بلقب أفضل رياضي في العالم للعام عن فئة الرجال من الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وفي عام 2019، حصد برشم الميدالية الذهبية الثانية في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة، ليصبح بذلك أول متسابق يدافع بنجاح عن لقب الوثب العالي في بطولة العالم.

وكانت مشاركة دولة قطر في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 المحطة الألمع  في تاريخ الرياضة القطرية، فقد حصدت 3 ميداليات للمرة الأولى، منها اثنتان ذهبيتان كانتا من نصيب الرباع فارس إبراهيم في مسابقة رفع الأثقال ومعتز برشم في مسابقة الوثب العالي، بالإضافة إلى فوز ثنائي المنتخب القطري لكرة الطائرة الشاطئية أحمد تيجان وشريف يونس بالميدالية البرونزية، وهي الميدالية الأولى لدولة عربية في رياضة جماعية. وبفضل هذا الآداء الاستثنائي، حلت دولة قطر في المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية المشاركة في أولمبياد طوكيو، فيما أدرجت مجلة فوربس الشرق الأوسط كلاً من فارس إبراهيم ومعتز برشم في قائمتها الشهيرة 30 تحت سن 30 لعام 2021.

وشاركت دولة قطر أيضاً في بطولة العالم للألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة 2016 في ريو، حصد فيها البطل عبد الرحمن عبد القادر والبطلة سارة مسعود ميداليتين  فضيتين. وفي بارالمبياد طوكيو 2020، توّج عبد الرحمن عبد القادر بالميدالية البرونزية في مسابقة رمي الجلة للرجال، كما شاركت سارة مسعود في دورة الألعاب ذاتها، وحلت في المركز السادس لمسابقة رمي الجلة للنساء بعد أن حطمت الرقم القياسي.

وتُوِّج القطري ناصر العطية، مُحترف رياضتي الراليات والرماية، بلقب بطل رالي دكار في الأعوام 2011 و2015 و2019. وربح أيضاً الميدالية البرونزية في رياضة الرماية خلال الألعاب الأولمبية في لندن 2012.

وحققت المنتخبات القطرية العديد من الإنجازات في بطولات إقليمية ودولية، فقد فاز منتخب كرة اليد ببطولة آسيا لكرة اليد للرجال أربع مرات في الأعوام 2014 و2016 و2018 و2020، وحصل على الميدالية الفضية في بطولة العالم لكرة اليد 2015.

وعلاوة على ذلك، سطع نجم منتخب قطر لكرة القدم للرجال في كرة القدم الآسيوية. وقد خاض المنتخب مؤخراً أنجح بطولاته حتى الآن وفاز بكأس آسيا 2019، لتصعد دولة قطر بذلك من المرتبة 93 إلى المرتبة 55 في أحدث تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم للمنتخبات العالمية. كما فاز المنتخب بكأس الخليج ثلاث مرات، وذلك في الأعوام 1992 و2004 و2014. فيما توّج لاعب كرة القدم القطري أكرم عفيف بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2019 في حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي أقيم في هونغ كونغ.

وفي عام 2021، تُوجت البطلة القطرية أمل محمد بالميدالية الذهبية في منافسات البندقية للأهداف المتحركة في البطولة الآسيوية للأسلحة الهوائية التي أقيمت في كازاخستان.

ولضمان استمرار تنمية المواهب الرياضية، أطلقت اللجنة الأولمبية القطريةنادي الفريق القطري، وهو تجمّع رياضي جديد على الإنترنت يهدف إلى تشجيع الشباب على المشاركة في الألعاب الرياضية بصورة تنافسية. ويستند هذا التجمّع إلى برنامجكُن رياضياً الذي يهدف إلى تنشئة جيل جديد من أبطال الرياضة القطريين ورعايته.

بالإضافة إلى نادي الفريق القطري، تعمل اللجنة الأولمبية القطرية على تعزيز الثقافة الرياضية في دولة قطر من خلال تنظيم يوم التميز الرياضي. يقام هذا الحفل السنوي منذ عام 2008 ويسلط الضوء على إنجازات الرياضيين المختلفين في الدولة، ويشجعهم على السعي وراء الأفضل في مجال الرياضة وإلهام الأجيال القادمة.

مرافق تدريبية عالمية

إلى جانب استضافتها للبطولات الرياضية، استثمرت دولة قطر بشكل كبير في توفير أفضل المرافق التدريبية الرياضية والطبية على الإطلاق، لتكون متاحة للرياضيين من أنحاء العالم كافة.

وتعتبر أسباير أكاديمية رياضية شبابية متطورة، سواءً على صعيد طموحاتها الاستراتيجية التي تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، أو على صعيد النهج الذي تتبعه في تنمية طلبتها الرياضيين.

ومنذ تأسيسها عام 2004، كُلفت أكاديمية أسباير بتقديم التدريب والتعليم الرياضي للطلاب ممّن يملكون إمكانات رياضية واعدة في ظل بيئة رياضية وتعليمية استثنائية. وقد وضعت الأكاديمية هدفاً طموحاً يتمثل في أن تصبح أكاديمية رياضية رائدة عالمياً لتنمية الرياضيين الشباب بحلول عام 2020، فيما تسلمت في عام 2017 جائزة أفضل مؤسسة رياضية عربية.

كل عام، تُشرك أكاديمية أسباير أكثر من 6,000 طفل (تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة) لتطوير مهاراتهم الرياضية ومهارات كرة القدم وفي برامج كشف المواهب في جميع أنحاء البلاد. وتُقدم للأطفال الأكثر موهبة منحاً دراسية للانضمام إلى أكاديمية أسباير من سن الـ 12 إلى سن الـ 18 سنة لتنمية مهاراتهم في الرياضات الأساسية في الأكاديمية (كرة القدم، وألعاب القوى، والسكواش، وتنس الطاولة، والمبارزة)، بالإضافة إلى الرياضات الخاصة بالاتحادات الرياضية.

وقد نجح طلبة الأكاديمية الرياضيون وخريجوها، مثل معتز عيسى برشم، وأشرف السيفي، وأبو بكر حيدر، وعبد الله التميمي، وباسم حميدة، ومعاذ إبراهيم، ومؤخراً أواب بارو، في تمثيل دولة قطر في المسابقات الدولية.

أما قبة أسباير، فهي مركز تدريب معتمد من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وقد احتضنت العديد من الفعاليات الرياضية، من دورة الألعاب الآسيوية 2006، إلى بطولة العالم للجمباز الفني 2018.

فضلاً عن ذلك، يختار العديد من الرياضيين العالميين أكاديمية أسباير كوجهة لمعسكراتهم التدريبية. وفي فصل الشتاء، تتم استضافة فرق كرة قدم كبرى، مثل مانشستر يونايتد، وإيفرتون، وأياكس أمستردام، وبايرن ميونخ، وباريس سان جيرمان، وشالكه 04، وزينيت سان بطرسبرج، وغيرهم، بصورة منتظمة خلال استراحتهم الشتوية.

كما تمتلك دولة قطر مرافق عالمية مختصة في الطب الرياضي. ويعد سبيتار، مستشفى الطب الرياضي وجراحة العظام، أول مستشفى مختص بالطب الرياضي في منطقة الشرق الأوسط وفي الخليج، وهو معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم كمركز للتميز الطبي على مستوى العالم، إذ يقدم علاجاً طبياً عالي الجودة للإصابات الرياضية في رحاب منشأة طبية فائقة التطور. وقد تلقى العديد من أبرز الرياضيين والرياضيات على مستوى العالم العلاج في مستشفى سبيتار.