البيئة والاستدامة

لطالما وضعت دولة قطر حماية البيئة ودعم التنمية المستدامة في طليعة أولوياتها، وأثبتت التزامها الدائم بمواجهة التحديات البيئية العالمية في أكثر من مناسبة، لا سيما حين أصبحت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1996. وتعد دولة قطر شريكاً فاعلاً في المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة المناخية.

التعاون الدولي من أجل مستقبل أكثر مراعاة للبيئة

لم تدخر دولة قطر جهداً لضمان نجاح المفاوضات التي أفضت إلى إقرار اتفاق باريس للمناخ عام 2015، وكانت من أول الموقعين على هذه الاتفاقية ذات الأهمية البالغة.

وخلال قمة العمل من أجل المناخ في شهر سبتمبر 2019، أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عن مساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نمواً للتعامل مع تغير المناخ والتحديات البيئية.

مؤتمر الفاو

انتخب سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية السابق، نائبًا لرئيس الدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ”فاو“ التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما تحت عنوان ”إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل“.

وتناول سعادته سبل التعاون بين دولة قطر ومنظمة الأغذية والزراعة، كما ناقش المؤتمر عددًا من القضايا الهامة، منها دور التجارة في تأمين الأغذية المتنوعة لضمان الأمن الغذائي العالمي في أوقات الأزمات، والتغيرات المناخية وأسعار الموارد الغذائية، إضافة إلى الأزمات الإنسانية الممتدة في اليمن والسودان وأفغانستان وسوريا وغيرها من الدول، فضلًا عن تعزيز وتطوير الابتكارات التكنولوجية والرقمية في المجالات الزراعية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة.

حماية البيئة الفريدة لدولة قطر +

أنشئت وزارة البيئة والتغير المناخي بموجب المرسوم الصادر عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، رقم 57 لسنة 2021. وتتمثل مهمتها الأساسية في حماية البيئة وجودتها وصون مواردها للأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال إطار تنظيمي فعال.

ينصب تركيز وزارة البيئة والتغير المناخي بشكل حصري على معالجة القضايا ذات الأهمية البيئية والحرص على اعتماد ممارسات مستدامة ومراعية للمناخ في القطاعات كافة والإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي على الوجه الأمثل.

في شهر سبتمبر 2021، وافق مجلس الوزراء القطري على الخطة الوطنية للتغير المناخي، وهي إطار استراتيجي يعكس طموحات الدولة على المدى الطويل في مجال الاستدامة والحاجة الملحة للاستجابة بفعالية للأزمة المناخية.

تتماشى الخطة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من رؤية قطر الوطنية 2030، وترسم معالم التزام دولة قطر بمواجهة التغير المناخي من خلال تنويع الاقتصاد، وبناء القدرات، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.

كما تشكل استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي ركيزة أساسيةً للسياسات العامة من أجل المحافظة على البيئة لصالح الأجيال الحالية والقادمة.

مركز للأبحاث البيئية +

تؤدي البحوث دوراً جوهرياً في تقييم المخاطر البيئية المحتملة وتحديد الحلول الممكنة.

من هنا، تقدم حكومة دولة قطر دعمها الكامل للشركات الناشئة ومراكز الأبحاث والمنظمات التي تواظب على الابتكار والتطوير في مجالات الحفاظ على البيئة والاستدامة والتكنولوجيا.

تعتبر واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا مركزاً رائداً للعلوم التطبيقية، والابتكارات التكنولوجية، واحتضان المشاريع، وريادة الأعمال. ويهدف عدد من مشاريعها إلى تطوير وقود أكثر نظافة وكفاءة، مع التركيز في الوقت ذاته على اكتشاف سبل جديدة لإنتاج الطاقة.

ويعتمد مركز إرثنا، الذي أنشأته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في تحقيق التنمية المستدامة ودعم طموحات الدولة على المستويين المحلي والدولي.

ويعمل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على إجراء وتنسيق بحوث طويلة المدى في مختلف التخصصات تلبي الأولويات الوطنية الملحة فيما يتعلق بالأمن المائي والطاقة والبيئة.

المدن المستدامة +

تحتضن دولة قطر مدينتي لوسيل ومشيرب قلب الدوحة، وهما مدينتان ذكيتان ومستدامتان صممتا لتجمعا بين التكنولوجيا الصديقة للبيئة والتخطيط العمراني المحسن.

تجدر الإشارة إلى أن مشيرب قلب الدوحة هي أول مشروع مستدام لتطوير وسط مدينة على مستوى العالم.

كما جهزت مدينة لوسيل نظام فائق التطور لتبريد المناطق يعد من الأكبر حجماً في العالم، ويتفوق بالأداء على انظمه التكييف الحديثة.

النقل المستدام (الأخضر) +

استثمرت دولة قطر في مشاريع النقل العام والبنية التحتية المستدامة بصورة مكثفة بهدف بناء نظام نقل متكامل عالمي متعدد الوسائط يقدم خدمات موثوقة وآمنة وصديقة للبيئة.

يعد مترو الدوحة عماد رؤية دولة قطر لنظام نقل عام متكامل يهدف إلى إحداث ثورة في قطاع النقل في جميع أنحاء الدولة.

يشكل ميناء حمد مركزاً حديثاً ومرناً للشحن البحري يسترشد بمعايير الاستدامة المعتمدة دولياً، ما يضمن توافق عمليات اختيار المواد واستهلاك المياه واستخدام الطاقة بصورة تقلل من انبعاثات الكربون وآثارها على البيئة.

وتلتزم الخطوط الجوية القطرية بالتعاون مع قطاع الطيران من أجل تحقيق الأهداف البيئية المرجوة، وهي حاصلة على اعتماد برنامج التقييم البيئي التابع لاتحاد النقل الجوي الدولي، والذي يوفر إطاراً لضمان التحسين المستمر للأداء البيئي عبر الوظائف التشغيلية المختلفة.

دولة قطر والطاقة +

بصفتها واحدة من أبرز مصدري الغاز الطبيعي المسال، الذي يعد واحداً من أكثر أنواع الوقود الاحفوري نظافة في العالم، تعمل دولة قطر على تلبية احتياجات الدول الأخرى من الطاقة، مع تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن استخدام الفحم.

في شهر يناير 2021، أطلقت شركة قطر للطاقة استراتيجيتها الجديدة للاستدامة. وتحدد الاستراتيجية الجديدة عدداً من الأهداف التي تتماشى مع أهداف اتفاق باريس مثل خطةً تهدف إلى تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول العام 2030.

وأطلقت دولة قطر محطة أم الحول للطاقة، إحدى أكبر محطات تحلية المياه وإنتاج الطاقة في المنطقة، والتي ستعمل على الحد من التلوث وحماية البيئة.

في عام 2022، افتتحت دولة قطر محطة الخرسة للطاقة الشمسية، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 10 كيلومترات مربعة، وتتضمن ما يزيد على 1,800,000 لوحة شمسية، وتوفر ما يعادل 10% من الطاقة الكهربائية للدولة وقت الذروة، حيث تساهم بدور فاعل في تلبية الاحتياجات المحلية من إمدادات الطاقة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للطاقة المستدامة في قطر، والتي تتضمن إنتاج طاقة نظيفة و انتقال مسؤول إلى طاقة منخفضة الكربون.

الاستدامة في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ +

تجسد التزام دولة قطر بالاستدامة في استعداداتها لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، والتي كانت في صميم البطولة بدءاً بالتصميم وحتى التنفيذ، مع تركيزها على مجالات رئيسية مثل البنية التحتية، والبيئة، والتنمية الاجتماعية، وريادة الأعمال. تعرفوا على المزيد حول جهود دولة قطر لترك إرث دائم هنا.

إكسبو 2023 الدوحة +

احتضنت دولة قطر فعاليات معرض إكسبو الدوحة 2023 للبستنة والذي بدأ مطلع شهر أكتوبر 2023 حتى 28 مارس 2024، وتستضيفه دولة قطر للمرة الأولى في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على أربعة موضوعات رئيسية هي، الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا والابتكار، والوعي البيئي، والاستدامة. وكانت دولة قطر قد شاركت في الدورة 43 لمؤتمر منظمة ”فاو“ الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما، حيث تم بحث سبل التعاون بين دولة قطر والمنظمة الدولية خلال استضافة دولة قطر لفعاليات معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة.

التحول الرقمي +

في إطار استراتيجيتها طويلة الأمد الرامية إلى دفع عجلة التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي في الدولة، استضافت دولة قطر النسخة الثالثة من معرض إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2023، أحد أهم الفعاليات في جدول أعمال معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، والذي استعرض الدور المحوري الذي تلعبه البيانات والاتصالات والتكنولوجيا في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة وترسيخ الحضور العالمي للدوحة في مجال المدن الذكية.

استقطب الحدث أكثر من 80 متحدثاً وخبيراً في مجال التحول الرقمي والمدن الذكية. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت قد نظمت هذا الحدث الذي حضره ممثلون عن 60 دولة، بالإضافة إلى 60 جهة عارضة وراعية، وذلك بالشراكة مع برنامج قطر الذكية ”تسمو“.

كما نظمت وزارة المواصلات والاتصالات في العام 2019 مؤتمراً تحت شعار ”مدن آمنة وذكية“. كان الحدث بمثابة المحطة الشاملة والوجهة المتكاملة للمشاركين الراغبين في عرض حلول التكنولوجيا الذكية وكذلك تبادل المعرفة المتطورة.